ما المقصود بتكنولوجيا الرعاية الصحية؟ التطبيقات والمزايا

جيم هيرسون | كاتب أول | 13 مارس 2025

إخلاء مسئولية: تعكس المنتجات المعروضة أمثلة لما تم تقديمه في حالات محددة. صُمِّمَ كل جهاز/منتج طبي ليوافق اللوائح التنظيمية للمنطقة الجغرافية المُستخدَم فيها. ومع ذلك، لا يمكننا ضمان توفرها أو الامتثال لها في أي مناطق أخرى. وقد تكون التعديلات المحلية ضرورية لتلبية المتطلبات على المستوى الإقليمي.

لقد كانت الرعاية الصحية والتكنولوجيا مرتبطتين ارتباطًا وثيقًا عبر التاريخ، ولكن ربما يكون الزمن الحالي، في العصر الرقمي، هو الأكثر وضوحًا لهذا الارتباط. ذلك لأن الناس يتابعون صحتهم باستخدام تقنيات يومية—الهواتف الذكية، والتطبيقات، الأجهزة القابلة للارتداء، والمكالمات المرئية مع الأطباء—بدلًا من انتظار زيارة نادرة لمرفق رعاية صحية تقليدي.

إن امتلاك مثل هذه الأدوات في متناول اليد وعلى الجسم يجعل الناس أكثر ميلًا لأن يكونوا استباقيين ووقائيين في رعايتهم، ما يُفترض أن يحسّن صحة السكان ويقلّل الإنفاق المطلوب.

وعلى نطاق أوسع، تشمل تكنولوجيا الرعاية الصحية أي جهاز أو نظام يُستخدم لدعم المرضى، والأطباء السريريين، ومؤسسات الرعاية الصحية، وأي جهة أخرى تشارك في صحة ورفاه الأفراد أو السكان. ستتناول هذه المقالة تفاصيل ما تفعله تكنولوجيا الرعاية الصحية تحديدًا لمساعدة هذه الأطراف—وإلى أين تتجه.

ما المقصود بتكنولوجيا الرعاية الصحية؟

تشمل تكنولوجيا الرعاية الصحية التطبيقات، والأنظمة، والبنية التحتية التقنية التي تدعم وتعزّز كل عنصر تقريبًا من الرعاية الصحية، بما في ذلك تشخيصات المرضى وعلاجهم، والاستشارات، والجدولة، والسجلات الطبية، والتصوير الطبي، والعمليات الجراحية، والبحوث السريرية. وهي تدعم أيضًا الوظائف الخلفية مثل إدارة المخزون، والحسابات مستحقة القبض، والموارد البشرية.

كما يجري تحسين مجموعة من تقنيات الرعاية الصحية بفضل تطورات مثل الذكاء الاصطناعي، ومعالجة اللغات الطبيعية، وتقنية البلوك تشين.

النقاط الرئيسة

  • يلعب الهدف المتمثل في تمكين الأفراد دورًا كبيرًا في كيفية تطوّر تكنولوجيا الرعاية الصحية.
  • سيدعم الذكاء الاصطناعي مقدمي الخدمات والمرضى والمنظمات بطرق عديدة مع تطوره.
  • بعض التصورات التي تبدو من الخيال العلمي—مثل تقنية النانو والخلايا والأعضاء المطبوعة ثلاثية الأبعاد—ستصبح جزءًا مقبولًا من رحلتنا الصحية.
  • تُعد الكفاءة وتوفير التكاليف من المحركات الرئيسية وراء تبنّي تكنولوجيا الصحة، لكن احتياجات المرضى—من حيث العلاج، والحفاظ على الصحة، والتفاعل مع المتخصصين—تبقى ذات أهمية قصوى.

شرح تكنولوجيا الرعاية الصحية

تتمحور التكنولوجيا حول مساعدة الناس، سواء كانوا مرضى، أو مقدمي رعاية، أو إداريين.

بالنسبة لأولئك الذين يتلقون الرعاية، يمكن أن تكون تكنولوجيا الرعاية الصحية في متناول اليد على شكل هاتف يتيح لهم جدولة المواعيد أو استخدام أي عدد من تطبيقات الرعاية الصحية. وقد تكون جهاز تتبع اللياقة على المعصم الذي يستشيرونه في أثناء الجري أو لمجرد عدّ خطواتهم. وقد يكون الكمبيوتر المحمول الذي يتحققون من خلاله من بوابة المريض للوصول بشكل آمن إلى نتائج الفحوصات، والوصفات الطبية، وغيرها.

أما بالنسبة لمقدمي خدمات الرعاية، فتساعدهم أنواع مختلفة من تكنولوجيا المعلومات في ضمان الوصول إلى أكثر المعلومات ملاءمة بسرعة. فالسجلات الصحية الإلكترونية (EHRs) التي تتميز بسهولة الوصول، على سبيل المثال، تُطلع الأطباء السريريين على الحالات الصحية الحالية للمريض والأدوية التي يجب أخذها في الاعتبار. وبالطبع هناك جميع أنواع الأنظمة للتشخيص، والطب عن بُعد، والمراقبة الصحية عن بُعد، والعمليات الجراحية، وغيرها من الاستخدامات الطبية، الموضحة بمزيد من التفصيل لاحقًا في هذه المقالة.

وكما هو الحال مع الجهات العاملة في أي صناعة كبرى أخرى، يستخدم مقدمو خدمات الرعاية الصحية التطبيقات—التي تكون مدعومة أحيانًا بتحليلات بيانات متقدمة وواجهات مستخدم تعتمد على اللغة الطبيعية—لدعم الوظائف الخلفية مثل الفوترة، والرواتب، والمحاسبة، والتوظيف وإعداد الموظفين الجدد، وإدارة المخزون، والمشتريات.

لا يوجد مجال واحد في الرعاية الصحية لا يستفيد بالفعل من التكنولوجيا؛ فالأمثلة المذكورة أعلاه ليست سوى لمحات مختصرة.

تطور تكنولوجيا الرعاية الصحية

لقد شكّل الانتقال من السجلات الورقية إلى السجلات الرقمية—وهو انتقال ما زال جاريًا في بعض مناطق العالم—اختراقًا كبيرًا في القطاع، إذ يساعد الأطباء والصيادلة وغيرهم من المتخصصين في الرعاية الصحية على علاج المرضى وتنسيق الرعاية بناءً على رؤية شاملة للتاريخ الطبي لكل مريض. كما يعني تبادل المعلومات عبر الإنترنت أن الباحثين الطبيين حول العالم يمكنهم العمل معًا لدفع عجلة التقدم، كما حدث خلال جائحة كوفيد-19، حين استغرقت اللقاحات—التي قد يستغرق تطويرها ما يصل إلى عقد كامل في الظروف الطبيعية—أشهرًا قليلة فقط.

ومستوى الترابط في عالم اليوم كبير إلى درجة أنك لست بحاجة حتى لأن تكون متخصصًا في المجال الطبي لتساهم. فإذا كانت لديك ساعة ذكية أو جهاز قابل للارتداء يقيس معدل ضربات القلب، ومستويات الجلوكوز، وضغط الدم، والوزن، والسعرات الحرارية المحروقة، وغيرها من المتغيرات، فإنك تساهم في كمية ضخمة من البيانات التي يمكن استخدامها لتخصيص الرعاية الصحية لك، وكذلك إخفاء هويتها والمساهمة بها في أبحاث على مستوى السكان.

ومن المرجح بشكل متزايد أن مقدمي خدمات الرعاية الصحية والباحثين لن يُجرُوا هذه التحليلات وغيرها بأنفسهم. بل سيبدؤون بدلًا من ذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي المدمج في أنظمة الرعاية الصحية والتطبيقات والأجهزة لتسريع وتحسين التشخيصات والعلاجات والعمليات الإدارية. وسنغطي الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة بمزيد من التفصيل لاحقًا في هذه المقالة.

فوائد التكنولوجيا في الرعاية الصحية

هناك العديد من الفوائد المحتملة للتكنولوجيا في الرعاية الصحية. وعبر جميع الصناعات، يتم تطوير التكنولوجيا بشكل أساسي لتسريع مجموعة متنوعة من العمليات، وتحسين الجودة والدقة، وتقليل التكاليف، مع أتمتة المهام الروتينية لإتاحة وقت للناس للقيام بعمل أعلى قيمة. وما يميز الرعاية الصحية عن الصناعات الأخرى هو أن هذه المكاسب—الهامشية وغير الهامشية—يمكن أن تكون الفارق بين الحياة والموت.

  • تحسين الكفاءة. يُعد الوقت بالغ الأهمية في الرعاية الصحية، لذلك فإن جعل العمليات فعّالة قدر الإمكان ضرورة مطلقة. ويبرز ذلك بوضوح في السجلات الصحية الإلكترونية، التي يمكن لجميع مقدمي خدمات الرعاية الصحية الذين يحتاجون إليها الوصول إليها. فإذا تم إسعاف شخص فاقد الوعي إلى قسم الطوارئ: يستطيع طبيب سريري التحقق من أي حالات مرضية موجودة مسبقًا أو حساسية والبدء في العلاج فورًا. قارن هذا بما كان يحدث سابقًا حين كان يجب معرفة الجهة التي تحتفظ بسجلات المريض الورقية، ثم التواصل معها، والحصول على المعلومات، وكل ذلك بينما يرقد المريض على السرير في انتظار العناية.

    كما يُلمس تحسين الكفاءة داخل المستشفيات فيما يتعلق بالموظفين والمعدات. فمن خلال جمع وتحليل البيانات التي تشير إلى الأوقات التي يُحتمل أن يحدث فيها ازدحام—مثل أمسيات عطلات نهاية الأسبوع في أقسام الطوارئ—يمكن للمستشفيات ضمان توفر العدد والنوع المناسبين من الموظفين. وبالمثل، إذا كانت هناك فترات تكون فيها الحركة أقل ازدحامًا، يمكن للمنشأة التأكد من عدم زيادة عدد الموظفين. كما أنه من خلال مراقبة إشغال الأسرّة، ستعرف المستشفيات ما إذا كانت لديها سعة متاحة ومتى يمكنها تكليف خدمات الصيانة بتنظيف غرفة تم إخلاؤها لتكون جاهزة للمريض التالي.
  • تعزيز التواصل. لا يقتصر تعزيز التواصل على إجراء استشارة عبر الفيديو مع طبيبك بدلًا من التحدث عبر الهاتف (على الرغم من أننا سنغطي هذا بمزيد من التفصيل في قسم الطب عن بُعد). بل يتعلق بشكل أوسع بجعل المعلومات من مجموعة متنوعة من المصادر متاحة للمرضى.

    تتيح بوابات المرضى الإلكترونية للناس الوصول إلى نتائج الفحوصات والوصفات الطبية في أي وقت يشاؤون، إضافة إلى إعداد الإشعارات المتعلقة بالمواعيد القادمة أو المدفوعات المستحقة. كما تتيح لهم طريقة إضافية للتواصل مع فريقهم الطبي إذا كانت لديهم أسئلة حول الفحوصات أو الوصفات أو المواعيد أو أي حالات صحية طارئة أخرى.

    تمنح هذه البوابات المرضى شعورًا أكبر بالاستقلالية، بينما تُحرّر موظفي الإدارة للتعامل مع المكالمات العاجلة، وتُتيح للأطباء التركيز على الحالات الطارئة وقضاء وقت أطول مع المرضى.
  • التشخيصات المتقدمة. تساعد أنظمة التشخيص المتقدمة الأطباء السريريين والباحثين على تحديد المرض أو العدوى أو الفيروس أو أي حالة صحية أخرى موجودة. ومن خلال أخذ التاريخ الطبي لكل مريض، ونمط حياته، وفي بعض الحالات جيناته، بعين الاعتبار، تقوم هذه الأنظمة بربط الأعراض التي يُظهِرها المريض بتلك التي تمت معالجتها سابقًا لدى مرضى آخرين للوصول إلى خطة علاج.

    لنأخذ مثالًا بسيطًا لمريض يشتكي من العطش الشديد وكثرة التبول. سيُجري طبيب سريري فحص دم للتحقق من مستويات الجلوكوز، ويأخذ في الحسبان وزن المريض، وعاداته الغذائية، وتاريخ عائلته الطبي لتقييم ما إذا كان المريض يعاني من مرحلة ما قبل السكري. ثم يقرر ما إذا كانت الإجراءات الوقائية—مثل تقليل تناول الكربوهيدرات وزيادة معدل التمارين—قد تمنع تطور المرض إلى سكري من النوع الثاني. أما التشخيصات الأكثر تعقيدًا فتتطلب تحليلًا أكثر تقدمًا، غالبًا يعتمد على البيانات الجينية.

    كما يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا كبيرًا في التشخيصات المتقدمة، إذ يمكنه نمذجة كميات هائلة من البيانات قد يستغرق جمعها وتحليلها من قِبل المتخصصين البشريين أشهرًا أو سنوات.
  • العلاج المخصص. تقليديًا، كانت العلاجات تتخذ طابع "مقاس واحد يناسب الجميع". لكن مع الطب المخصص، يقوم الأطباء بتخصيص الرعاية وفقًا للتركيبة الفسيولوجية الفريدة لكل مريض، وتاريخه الطبي، واحتياجاته.

    أكثر أشكال الطب الدقيق تطورًا هو تحليل تسلسل الجينوم للفرد، وهو ما أصبح أسهل وأقل تكلفة من أي وقت مضى. وقد تقود هذه التحليلات الطبيب السريري إلى وصف الدواء «X» بدلًا من «Y» أو تحديد جرعات تكون أكثر احتمالًا لتحقيق الفعالية المطلوبة لذلك المريض تحديدًا.

    وفي عرض تقديمي قديم خلال مؤتمر لـ Oracle، روى طبيب بارز قصة فتاة تبلغ 18 شهرًا كانت تعاني ضعفًا شديدًا في الرقبة والساقين والذراعين وقد خضعت لتشخيص خاطئ بأنها مصابة بمرض مناعي ذاتي. وتدهورت حالتها (كما كان متوقعًا). ولم يتم اكتشاف مشكلتها الحقيقية إلا بعد سحب عينة دم منها وتحليل الإكسوم الخاص بها، إذ تبيّن أنها تفتقد جينًا مسؤولًا عن نقل فيتامين B2 (ريبوفلافين)، ونقصه قد يؤدي إلى ضعف عصبي تقدمي وصولًا إلى الوفاة. وبعد علاجها بجرعة عالية من فيتامين B2 المتوفر دون وصفة طبية، تعافت بالكامل خلال ثمانية أسابيع. وكانت النتيجة لتكون مختلفة تمامًا لولا العلاج المخصص.
  • تمكين المرضى. انتهى الزمن الذي كان المرضى فيه يفعلون فقط ما يطلبه منهم الأطباء. فبفضل المعلومات الصحية التي يحصلون عليها من الأجهزة القابلة للارتداء، ومن بوابات مقدمي خدمات الرعاية، ومن المواقع الطبية الموثوقة، والتطبيقات، والمدونات الصوتية، وغيرها من المصادر، أصبح المرضى أكثر وعيًا من أي وقت مضى. ليس بهدف التشخيص الذاتي، بل لاتخاذ خطوات لتحسين النظام الغذائي ونمط الحياة، وجمع معلومات تُمكّنهم من طرح أسئلة أكثر اطلاعًا على أطبائهم.

    ولا يقتصر تأثير التكنولوجيا وفوائدها للمرضى على إدارة الحالات وعلاجها، بل يمتد إلى التجربة الكاملة—من حجز المواعيد، إلى الوصول لنتائج الفحوصات، إلى الحصول على إجابات عن الأسئلة الصحية الأساسية—وهي أمور أصبحت أقل إحباطًا بفضل تقنيات متنوعة.
  • تقليل احتمالات الأخطاء الطبية. تشمل الرعاية الصحية العديد من العمليات المتداخلة، ما يفتح المجال لحدوث الأخطاء سواء من مقدم خدمات الرعاية نفسه أو نتيجة عملية غير فعّالة. وقد تؤدي هذه الأخطاء إلى ضرر للمريض وتكاليف إضافية، ولذلك فإن تطور التكنولوجيا الداعمة للممارسين الصحيين يُعد أمرًا مرحبًا به.

    يمكن أن يكون ذلك على شكل نظام إدخال أوامر مُحوسب (CPOE)، إذ تُدخل كل تعليمات العلاج في نظام واحد يمكن لأي شخص مشارك في العملية الوصول إليه، ما يساعدهم على معرفة الإجراءات التي تمت—مثل صرف الدواء—والإجراءات التي ما زالت قيد التنفيذ حتى لا تتكرر المراحل أو يتم تجاوزها تمامًا. ويمكن لأنظمة دعم القرار السريري (CDS) أن تعمل داخل الأنظمة لتُنبّه الأطباء إذا كان هناك شيء غير اعتيادي في الإجراءات التي يتخذونها، مثل عدم إجراء جزء من عملية التشخيص. وغالبًا ما يكون هناك سبب محدد لتجاوز هذا التنبيه—مثل أن عينات الدم قد أُخذت بالأمس ولا حاجة لإعادتها. لكن هذا التنبيه يساعد أيضًا في منع نسيان طبيب سريري خطوة مهمة.

    بل حتى في أبسط المستويات، يمكن لتطور تكنولوجيا الرعاية الصحية أن يسهم في تقليل الأخطاء الطبية. فالغالبية تعرف "نكتة" أن الأطباء سيئو الخطّ، لكن حين يؤدي هذا الخط اليدوي إلى صرف جرعة خاطئة أو إجراء علاج غير صحيح، فإن فوائد التحول إلى الأنظمة الإلكترونية تصبح واضحة ولا يمكن التقليل من شأنها.
  • البحث الطبي والابتكار. كما ذُكر سابقًا، ساعدت التطورات في التكنولوجيا الصحية على تسريع تطوير لقاحات كوفيد-19 من خلال ربط الخبراء حول العالم والسماح للذكاء الاصطناعي بتحليل التركيبات المحتملة التي قد تؤدي إلى منتج عالي الفعالية.

    تتيح منصات التكنولوجيا للباحثين إعداد التجارب السريرية بسرعة أكبر من خلال تمكينهم من بناء دراساتهم الخاصة عند الحاجة بدلًا من الاعتماد على جهات خارجية. كما تُمكّنهم من إضافة جميع العناصر المطلوبة وإجراء تغييرات في أثناء الدراسة عند الحاجة.

    وعندما يحين وقت إشراك المرضى في الدراسات، تسمح التكنولوجيا بإجراء تجارب سريرية "مُوزّعة" في الحالات التي لا يحتاج فيها المرضى والأطباء للاجتماع وجهًا لوجه. ويمكن جمع البيانات في أي وقت، وتصبح الدراسة أكثر انعكاسًا للواقع لأن المشاركين يُراقَبون خلال أعمالهم اليومية.
  • توفير التكاليف. يمكن للتقنيات الصحية المختلفة أن تخفض تكلفة الرعاية. وهذه بعض الأمثلة.

    يُمكّن الطب عن بُعد (وسيأتي الحديث عنه لاحقًا) المرضى من استشارة أطبائهم دون الحاجة لأخذ إجازة من العمل أو دفع تكاليف التنقل والانتظار، كما يقلل من الزيارات غير الضرورية والمكلفة لأقسام الطوارئ. وبالمثل، فإن المراقبة الصحية عن بُعد—حيث تقوم أجهزة قياس الجلوكوز، والنبض، وغيرها من الأجهزة القابلة للارتداء بإرسال بيانات مستمرة لمقدمي الرعاية—تُعرف بقدرتها على تقليل زيارات المستشفى من خلال تحسين تنسيق الرعاية وزيادة احتمالات التزام المرضى بالأدوية والإجراءات الوقائية.

    تساعد السجلات الصحية الإلكترونية المراكز الطبية على تجنّب تكاليف الطباعة والأرشفة وتخزين الورق وغيرها من التكاليف الإدارية. وكما في مثال الطفلة الذي ذكرناه سابقًا، فإن تحليل الجينوم وأنظمة التشخيص المتقدمة يقللان من درجة "التجربة والخطأ" المكلفة عند التشخيص والعلاج.

    كما تُقلل أتمتة المهام الإدارية الروتينية (التي سنتناولها لاحقًا)، مثل جدولة المواعيد، وإرسال التذكيرات، وتعبئة النماذج، وإدخال ملاحظات المرضى، والفوترة، من التكاليف المالية. ويمكن لتحليلات البيانات المعززة بالذكاء الاصطناعي مساعدة المستشفيات والمراكز الطبية على تجنب شراء كميات زائدة أو غير كافية من الإمدادات عن طريق تقليل أخطاء التوقع.

فهم أنواع تكنولوجيا الرعاية الصحية

بدأت منظمات الرعاية الصحية في استخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وتقنية البلوك تشين التي اكتسبت قوة دفع في صناعات أخرى، مع تبنّي تقنيات أكثر ارتباطًا برعاية المرضى، مثل الأجهزة الطبية القابلة للارتداء.

  • الذكاء الاصطناعي (AI)
    بدأ مقدمو الرعاية الصحية في استخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم مجموعة متنوعة من الخدمات وأداء بعض الإجراءات والمهام.

    يُستخدم الذكاء الاصطناعي في الأنظمة التشخيصية، حيث تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بتحليل بيانات التصوير الطبي، مثل تحديد ورم على صورة الماموجرام يجري تأكيده من قِبل متخصص علم الأمراض، بحيث يعرف البرنامج في المرة التالية التي يرى فيها هذا النوع من النمو أنه على الأرجح ورم، ما يُسرّع عمليات التشخيص المستقبلية.

    يستخدم الجرّاحون روبوتات معززة بالذكاء الاصطناعي للمساعدة في مختلف الإجراءات، حيث يتحكم الجرّاح في الأذرع الميكانيكية للروبوت بينما يشاهد موقع العملية مكبّرًا بتقنية ثلاثية الأبعاد على شاشة كمبيوتر بجوار طاولة العمليات.

    توجد أيضًا تطبيقات للتكنولوجيا في إدارة صحة السكان، حيث يحلل الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من البيانات على مستوى مجتمع أو ولاية أو دولة لتحديد أنماط غير واضحة. ويُستخدم الذكاء الاصطناعي أيضًا في تطوير الأدوية للتنبؤ بالآثار الجانبية وتحديد المرشحين المثاليين للتجارب السريرية. ويستخدم الباحثون الطبيون الذكاء الاصطناعي لتسريع اكتشاف الأدوية من خلال فحص كميات كبيرة من البيانات حول المواد الكيميائية المتاحة ومدى توافقها.

    تستخدم المستشفيات والمراكز الطبية روبوتات المحادثة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لمساعدة المرضى بشكل أسرع في مهام مثل تحديد المواعيد وتجديد الوصفات الطبية وتقديم تعليمات ما بعد العمليات، مع تقليل تكاليف خدمة العملاء.
  • البلوك تشين
    تُعد تقنية البلوك تشين، وهي دفتر أستاذ رقمي يسمح للمشاركين المختارين بمشاركة البيانات المهمة وتحديثها بشكل آمن، ذات إمكانات كبيرة في مجال الرعاية الصحية. تعمل التقنية على إخفاء هوية كل معاملة بيانات وإضافتها ككتلة منفصلة ومشفرة إلى دفتر الأستاذ المتاح للجميع المشاركين في العملية. تتيح هذه البنية الوصول في الوقت الفعلي للمستخدمين المعتمدين وتساعد على ضمان بقاء المعلومات غير قابلة للتلاعب، لأن أي تغييرات يجب أن تتم الموافقة عليها من قِبل أصحاب صلاحية الوصول.

    يمكن إضافة السجلات الصحية الإلكترونية إلى سلسلة الكتل والوصول إليها من قِبل المرضى وفِرق رعايتهم. يمكن للصيادلة التحقق من مصدر الدواء من خلال تتبعه وصولًا إلى نقطة إنتاجه. يمكن دمج المتخصصين الطبيين بسرعة من خلال التحقق السريع من مؤهلاتهم واعتماداتهم. ويمكن للباحثين في علوم الحياة التعاون في البيانات الجينية المشفرة لإنشاء أدوية جديدة.
  • تقنية السحابة
    أصبحت الحوسبة السحابية المنصة التي تُبنى عليها جميع تقنيات الرعاية الصحية. من بين مزاياها العديدة مقارنة بالتطبيقات والأنظمة المحلية: أنها تتيح الوصول الفوري إلى المعلومات من أي موقع للمرضى والأطباء وغيرهم من المهنيين الصحيين المعنيين. كما تتيح الخدمات السحابية لمنظمات الرعاية الصحية التخلّي عن إدارة الأنظمة وصيانتها وتحديثاتها وأمنها وتوسعتها لمتخصصين خارجيين، ما يمكّنها من التركيز أكثر على رعاية المرضى.
  • الطب عن بُعد
    تعرّف إدارة الموارد والخدمات الصحية الأمريكية الطبّ عن بُعد بأنه "استخدام المعلومات الإلكترونية وتقنيات الاتصالات لدعم الرعاية الصحية السريرية عن بُعد والتعليم الصحي المتعلق بالمرضى والمهنيين وإدارة الصحة والصحة العامة"

    يوفر الطب عن بُعد فوائد عديدة لمقدمي خدمات الرعاية الصحية. فهو يساعد على تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف وتعزيز التفاعل بين الطبيب والمريض وتحسين القرارات العلاجية، جزئيًا من خلال تمكين المرضى من استشارة أطبائهم ومناقشة نتائج الفحوصات وتحديد المواعيد وحضور الدورات التدريبية وأداء مهام أخرى عبر مكالمات الفيديو والبوابات الإلكترونية.
  • المراقبة عن بُعد
    تُعد المراقبة عن بُعد، أو مراقبة المرضى، جزءًا من الطب عن بُعد. ومع هذه التكنولوجيا، لم يعد المرضى بحاجة إلى الذهاب إلى أماكن الرعاية التقليدية لتقديم معلومات عن حالاتهم الطبية المزمنة أو الحادة. وبدلًا من ذلك، يمكن لمقدمي خدمات الرعاية جمع معدل ضربات القلب وضغط الدم ومستويات الجلوكوز وتشبع الأكسجين وغير ذلك من المعلومات مباشرة من الأجهزة الطبية المثبّتة على المرضى و/أو المحمولة في أيديهم. توفّر المراقبة عن بُعد الوقت، وتُبقي المرضى بعيدين عن أماكن تجمع المرضى الآخرين، وتسمح بتدفق أكثر انتظامًا للمعلومات التي تُبنى عليها القرارات الطبية.

    يمكن إجراء المراقبة عن بُعد باستخدام تطبيقات على أجهزة استهلاكية متصلة مثل الهواتف الذكية أو الساعات الذكية، أو باستخدام أجهزة أكثر تخصصًا مثل أجهزة الاستشعار القابلة للارتداء، وأجهزة قياس الجلوكوز، وأجهزة الاستنشاق الذكية، وأجهزة مراقبة انقطاع النفس، وأصفاد قياس ضغط الدم، وذلك بحسب المعلومات المطلوبة.

    تتطلب بعض أجهزة المراقبة من المرضى إجراء القياسات بأنفسهم بشكل دوري. بينما تقوم أجهزة أخرى بأخذ القياسات باستمرار وإرسالها مباشرة إلى السجل الصحي الإلكتروني للمريض.
  • التوافق
    يتيح التوافق للمهنيين الصحيين عبر استمرارية الرعاية الوصول إلى البيانات وتبادلها واستخدامها بطريقة منسقة، ما يجعل تجربة الرعاية الصحية أقل إرهاقًا لهم وللمرضى على حد سواء. يمكن أن يوجد التوافق عبر المنظمات والمناطق الجغرافية، ما يعني أن بيانات الرعاية الصحية يمكن الوصول إليها من قِبل الأشخاص المعنيين أينما كانوا.

    التحدي هو أن منظمات الرعاية الصحية تستخدم أنظمة مختلفة من بائعين مختلفين قد لا يخزنون البيانات أو يشاركونها بنفس الطريقة، ما يصعّب تحقيق التوافق. لهذا السبب تُعد المعايير مثل FHIR (Fast Healthcare Interoperability Resources) مهمة.

تعرّف على كيف يمكن للمرضى والأطباء والمنظمات الصحية استخدام التقنيات الجديدة لتحسين النتائج الصحية وتقليل التكاليف وعبء العمل على الموظفين.

5 تطبيقات لتكنولوجيا الرعاية الصحية

لقد تطرقنا سابقًا إلى طرق تطبيق تقنيات الرعاية الصحية عمليًا، ولكن في هذا القسم سنلقي نظرة أعمق على كيفية دعمها للأطباء السريريين والجراحين والإداريين والصيادلة والسكان ككل.

  1. تقنية الرعاية الإدارية
    تساعد مجموعة متنوعة من التطبيقات، بعضها مرتبط بسجلات المرضى الصحية الإلكترونية، منظمات الرعاية الصحية على إدارة العمليات الإدارية. وتشمل هذه جدولة الأطباء وزيارات المرضى، وتسجيل دخول وخروج المرضى، وإعلام الموظفين عند شغر الأسرّة وجدولة التنظيف، والفوترة مقابل الخدمات، وتجديد المخزونات، والإشراف على رعاية المرضى الخارجيين.
  2. تقنيات الجراحة
    سبق أن ذكرنا كيف يمكن للجراحين الجلوس بالقرب من مرضاهم والتحكم في أذرع روبوتية لأداء العمليات الجراحية فعليًا. يمكن أن تكون هذه التقنية مدخلًا لإجراء عمليات جراحية عن بُعد. تتيح التطورات في الكاميرات صغيرة الحجم إجراء مزيد من العمليات بالمنظار (أو "الفتحة المفتاحية")، ما يقلل خطر العدوى ويوفر الوقت والموارد ويعطي المريض فترة تعافٍ أقصر. تتيح أنظمة البث المرئي المراقبة عن بُعد للعمليات الجراحية.

    يمكن استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لصنع زرعات ومفاصل بديلة مصممة خصيصًا، ما يقلل من الانزعاج الذي قد يحدث من النماذج الجاهزة. تتيح أنظمة الواقع المعزز والواقع الافتراضي للمتدربين والجراحين ممارسة الإجراءات في بيئة آمنة وواقعية. تشمل تقنيات الجراحة الأخرى أنظمة التصوير الطبي، ومعدات التعقيم، وأجهزة الليزر والموجات فوق الصوتية التي تساعد الجراحين في قطع وكيّ الأنسجة.
  3. تطوير الأدوية
    سبق أن تناولنا كيف تدعم التقنية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي علماء الحياة في تطوير الأدوية من خلال مطابقة جميع المواد الكيميائية المتاحة. ومن المتوقع أن يتزايد ذلك مع إدخال مجموعات بيانات إضافية.

    عندما يحين وقت إجراء التجارب السريرية على البشر، تساعد مجموعة من التطبيقات شركات الأدوية على بناء الدراسات وتحسينها، والاستفادة من سجلات المرضى الإلكترونية وبيانات أخرى لاستقطاب مجموعات متنوعة من المرضى المؤهلين، وتبسيط سير العمل، وتوحيد البيانات، وإدارة مخزونات الأدوية، والحفاظ على الميزانية، وتحديد مشكلات السلامة، ودعم تسويق المنتج والامتثال التنظيمي لاحقًا.

    في الوقت نفسه، تغيرت عملية اختبار الأدوية بشكل جذري—من اختبار الأدوية المستقبلية على الحيوانات إلى اختبارها في المختبر (in vitro) على الخلايا، أو على الأعضاء الكاملة في أنظمة داعمة (ex vivo)، أو محاكاة رقمية "التوائم الرقمية" (in silico)، ما يعطي نتائج أكثر دقة وبسرعة أكبر وبطريقة أكثر أخلاقية. (المزيد عن التوائم الرقمية أدناه.)
  4. اللياقة البدنية
    الأجهزة القابلة للارتداء لمراقبة اللياقة، مثل الأساور والساعات الذكية المتقدمة، ليست جديدة، لكن تطبيقاتها تتطور لتتجاوز تسجيل عدد الخطوات التي قطعها المستخدم يوميًا أو أوقات آخر سباقات 5 كم. يمكنها أيضًا جمع بيانات مثل مستويات السكر في الدم، ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم، والتي يمكن مشاركتها مع المتخصصين الطبيين للمساعدة في ضبط العلاجات المخصصة أو، في الحالات الحرجة، التعرف على أعراض قد تؤدي إلى أحداث طبية حرجة إذا لم تُعالج على الفور.

    يمكن للأجهزة القابلة للارتداء الأخرى، مثل الأحذية والجوارب وأحزمة الصدر، جمع مزيد من البيانات. يمكن للشاشات الذكية أن تعمل كمدربي لياقة مخصصين. تتيح الدراجات وأجهزة المشي المتصلة حضور حصص اللياقة البدنية من المنزل، ويمكن تحفيز العملية بأكملها من خلال تحويل البيانات إلى نقاط ومعايير وجوائز لتشجيع الأفراد على الاستمرار في دفع أنفسهم.
  5. التشخيص وتقليل الأخطاء
    تساعد أنظمة التشخيص المرتبطة بحلول صحية أخرى في تقليل الأخطاء الطبية من خلال السماح لعدة أطباء بمشاركة الرؤى السريرية ونتائج التشخيص، بحيث يمكنهم تنسيق التشخيصات والرعاية اللاحقة. باستخدام خوارزميات التعلم الآلي، يمكن أن يصبح اكتشاف الأخطاء أكثر ذكاءً ودقة بناءً على تحليل مجموعات أكبر من البيانات.

تحويل الرعاية الصحية باستخدام تقنيات Oracle

Oracle Life Sciences وOracle Health يوفران أكثر المنصات شمولًا ومرونة وتوافقًا في القطاع، لتطوير الأدوية، وتشخيص المرضى وعلاجهم، وتحسين العمليات الإدارية والتشغيلية للرعاية الصحية، مع التركيز على حماية خصوصية بيانات المرضى وأمنها.

لطالما استخدمت المنظمات الصحية تطبيقات لإدارة الموارد البشرية وسلسلة التوريد والشؤون المالية، تعمل موازية لأنظمتها السريرية، لكنها لم تكن متصلة بها أبدًا. الأنظمة المنفصلة تجعل من الصعب على هذه المنظمات تقديم أفضل رعاية للمرضى وتقليل التكاليف. تواجه Oracle هذا التحدي من خلال دمج سجلات Cerner الصحية الإلكترونية للمرضى (EHRs) وغيرها من الإمكانات السريرية المتقدمة مع تطبيقاتها الإدارية الرائدة في القطاع، جميعها تعمل على خدمات Oracle Cloud Infrastructure (OCI). كما تقوم Oracle بدمج إمكانات الذكاء الاصطناعي في كل هذه الخدمات لجلب قوة الذكاء الاصطناعي مباشرة إلى المستخدمين.

الأسئلة الشائعة حول تكنولوجيا الرعاية الصحية

ما التقنية التي لها أكبر تأثير على الرعاية الصحية؟
تُعدّ الحوسبة السحابية أساسًا تقريبًا لكل تطويرات تكنولوجيا الرعاية الصحية اليوم، سواء للبحث الطبي، أو إدارة التجارب السريرية، أو حفظ السجلات، أو اتخاذ القرارات السريرية، أو العمليات الإدارية. كما تتيح السحابة تجميع البيانات لتطبيقات صحية قائمة على الذكاء الاصطناعي.

ما المقصود بتكنولوجيا الرعاية الصحية الذكية؟
تشير تكنولوجيا الرعاية الصحية الذكية إلى أي تطبيق أو جهاز يستخدم مزيجًا من الذكاء الاصطناعي، وأجهزة الاستشعار، وتحليل البيانات، والشبكات لمراقبة حالة المرضى الصحية، ودعم اتخاذ القرارات السريرية، وتحسين عمليات مقدمي خدمات الرعاية الصحية، وربط مقدمي الرعاية/المستجيبين الأوائل، وزيادة سلامة المرضى.

ما الفرق بين التكنولوجيا الطبية وتكنولوجيا الرعاية الصحية؟
تشمل التكنولوجيا الطبية الأجهزة التي يستخدمها المتخصصون لتشخيص أو علاج المرضى، بينما تُستخدم تكنولوجيا الرعاية الصحية أساسًا لمساعدة الناس على الحفاظ على صحتهم منذ البداية.

تواصل مع Oracle Health